عقدت اليوم الاثنين في العاصمة المغربية الرباط أعمال الندوة الخاصة بأوضاع المؤسسات التربوية والثقافية و الإعلامية في اليمن وآليات الحماية والتي نظمتها سفارة بلادنا في المغرب والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الإيسيسكو )
وفي افتتاح الندوة أكد السفير عزالدين الاصبحي سفير بلادنا لدى المملكة المغربية الشقيقة
على ضرورة معرفة اولا حجم الدمار الشامل الذي تعرضت له اليمن من قبل ميليشيات الحوثيين واتباعهم منذ العام 2014 واستعرض السفير سلسة جرائم الميليشيات منذ إسقاط مدن صعدة وعمران
والزحف على صنعاء والانقضاض على مؤسسات الدولة ووصل الامر الى حصار رئيس الجمهورية الرئيس عبدربه منصور هادي وقتل أفراد من أسرته وحراسته وامام نظر العالم الذي لم يحرك ساكنا
واستمر حصار الحوثيين للرئيس والحكومة بانتهاك لم يسبق له مثيل
وساعد الصمت الدولي الانقلابيين بان يحتاجوا المدن في فبراير 2014 كتعز وعدن ولحج والضالع وان يقصفوا دار الرئاسة في عدن بالطيران في مارس 2015
وان كل ذلك لم يحظ بالإدانة الدولية الكافيه والتدخل المناسب لوقف المأساة حتى استمرت حالة الانهيار التي قادتها هذه الميليشيات
*حماية القطاعات الهامة*
و شدد السفير عزالدين الاصبحي
على أهمية حماية قطاعات التربيه والتعليم والثقافة والآثار حيث لم تحظ هذه القطاعات بالاهتمام الدولي المطلوب
واستعرض الأخ السفير حجم الدمار الذي تعرضت له هذه القطاعات جراء إنقلاب ميليشيات الحوثيين واتباعهم والتي بلغت الى حد تجاوز اي انتهاك في بلد آخر
حيث تذكر التقارير الأولية تدمير 1600 مدرسه وتحويل الميليشيات لأكثر من 270 مدرسة كمقرات عسكرية
وحرمان 3 ملايين ونصف طالب لحقهم في التعليم كما الحق الضرر الاقتصادي الفادح بالمعلمين وحرم 166 الف من منتسبي التربية والتعليم من حقوقهم لأكثر من عامين
وأشار السفير الاصبحي إلى دمار مؤسسات الثقافة في اليمن وإلغاء كل مراكز التنوير الثقافي وإغلاق المؤسسات الإبداعية
وفي ما يخص الآثار
قال السفير الاصبحي ان انتهاك وتدمير الإرث المادي لليمن من آثار ومتاحف تم بشكل ممنهج وجرى فيه تجريف واسع للآثار والاتجار فيها حيث تعرضت متاحف صنعاء وتعز وعدن والضالع الى سرقة وتدمير وتخريب متعمد من قبل ميليشيات الحوثيين واتباعهم والجماعات المتطرفة
وتحدث الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري المدير العام لمنظمة الإيسيسكو
مؤكدا على ان تمرد ميليشيات الحوثي إنقلاب مدعوم من قوى خارجية
وان حجم الدمار الذي لحق باليمن كارثة إنسانية لابد من حشد كل الجهود الإقليمية والدولية لأجلها وان استهداف اليمن هو ضرب في عمق الأمن والسلام الإقليمي والدولي
مؤكدا أن قطاع التربية والثقافة تعرض لانتهاكات جسيمة من ميليشيات الحوثي وان تجنيد الأطفال وتحويل المدارس لمقارات عسكرية هي سياسة حوثيه ضد كل مباديء القانون الدولي الإنساني
وبعد ذلك عقدت جلسات الندوة في عروض تلفزيونية وأوراق عمل
حيث عرض في الجلسة الأولى فيلم قصير بعنوان( الريح السوداء ) تعرض لكارثة الإنقلاب الحوثي وخطوات إسقاط المؤسسات الحكومية في اليمن والدمار الذي لحق بها
*دمار الثقافة*
——-
وقدم الدكتور علي محمد زيد ورقة عن الوضع الثقافي في اليمن في ظل ميليشيات الحوثيين وكيف عمدت هذه الميليشيا لتدمير الحقل الثقافي ومحاصرة المبدعين في لقمة عيشهم
ومستعرضا حجم المعاناة التي يعاني منها مبدعين اليمن في ظل مصادرة الحقوق والحريات وتجفيف منابع الدخل وإحكام القبضة على منابر الثقافة المتبقيه
وقدم الدكتور ادريس نجيم مستشار وزير العدل في المغرب ورقة عن الحماية الدولية للاعيان التاريخية والمؤسسات الإبداعية في ظروف الحرب
مستعرضا عدد من انتهاكات الحوثيين لقطاع الثقافة والفنون والإبداع في اليمن
وكيف ان كل ذلك مجرمة من زاوية القانون الدولي
*انتهاكات الصحافة*
–‘-
وفي الجلسة الثالثة قدم الاستاذ عبدالله اسماعيل عرضا على واقع الإعلام اليمني في ظل الإنقلاب والانتهاكات الممنهجة للحوثيين تجاه الصحفيين بالذات
وعرض فيلم وثائقي( بلا قيود ) عن الآثار الخطيرة التي تتركها ميليشيات الحوثيين على قطاع الصحافة والذي ضرب تماما خلال الأعوام الثلاثة الماضية
وتلاشت سلسلة المطبوعات اليومية والاسبوعيه
ومطاردة الصحفيين وقتلهم
وقدم الفيلم قصص مؤثرة لتعذيب الصحفيين وقنصهم من قبل ميليشيات الحوثيين
وقدم الدكتور علي كريم ورقة عن الحماية القانونية للصحفيين أثناء النزاعات المسلحة
وكيف يجرم القانون الدولي الإنساني ما قامت به ميليشيا الإنقلاب من ممارسات واعتقالات وتعذيب وجرائم قتل
و في ختام الندوة أكد السفير محمد حما سفير المغرب لدي اليمن على استمرار دعم المملكة المغربية لمواقف اليمن والشرعية اليمنية
وان المغرب كجزء من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن سيبقى على موقفه الداعم لعودة المؤسسات الشرعية وإلغاء الإنقلاب وتعزيز استقلال ووحدة اليمن
وفي الختام تم قراءة إعلان الرباط الصادر عن الندوة بعنوان
( إعلان الرباط حول أوضاع المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية في اليمن )
كوثيقة دولية تؤكد على ضرورة دعم مسار الحفاظ وصيانة هذه المؤسسات في اليمن
وحشد المواقف الإقليمية والدولية لحماية هذه المؤسسات
وإعداد خطة عمل شامله مشتركه تتضمن الاحتياجات اللازمة لإعادة بناء المنظومات التربوية والثقافية والإعلامية في اليمن وآليات التنفيذ والموازنات ذات الصلة